mardi 14 octobre 2008

احذرا... خلافاتكما أمام الأبناء


إن العلاقة متبادلة بين المشكلات الزوجية ومشكلات تربية الأبناء بطريقة سيئة وخبيثة، وكأن الذي يغذيها وينفخ في دخانها هو الشيطان نفسه، فأحد أسباب المشكلات الزوجية هو الاختلاف على طريقة تربية الأبناء، والاختلاف على كيفية التعامل معهم بطريقة صحيحة، وفي الوقت نفسه فإن الخلافات بين الزوجين تصب في غير مصلحة الأبناء، وتؤدي إلى الاختلاف على تربيتهم، فيفسد الأبناء نتيجة عدم الاتفاق هذا؛ حيث إن الاختلافات الزوجية تجعل الأبوين يعمل كل منهما على أن يكون الأبناء في صفه هو، فتكون النتيجة أن يتسامح كل منهما مع الأبناء في بعض الأخطاء التي تبدو بسيطة من وجهة نظره، حتى يتجرأ الأبناء على الخطأ في وجود الأب أو الأم والتسامح هنا مع الطفل في الأخطاء الصغيرة، والتي ليس من حقه أن يمارسها، مختلف تمامًا عن هذه الحالة التي يعتبر فيها الطفل أن الأخطاء التي يتسامح فيها الوالدان حال اختلافهما هي حق مكتسب له، فيمارسه علنًا أمام الأبوين وهذه واحدة، ويمارسه باستمرار وليس مرة واحدة وهذه أخرى، ولا يكون ممنونًا للأبوين، ولا شاكرًا لهما وهذه ثالثة، فتزيد جرأته على اقتراف الخطأ، وعمومًا فإن المشكلات الزوجية قد تؤثر تأثيرًا سلبيًا على تربية الأبناء من الجوانب الآتيةـ محاولة استقطاب أحد الأبناء، أو فريق منهم ناحية أحد الزوجين ضد الطرف الآخر وهذا السلوك يفعله الجهال من الآباء والأمهات حينما يريد أن يكسب جولة في معركة أسرية، ويحب أن يكسبها بأية طريقة حتى لو كانت على حساب الأبناء مستقبلاً، فهو ليس في ذهنه أصلاً أن العلاقات المتأزمة بين الزوجين يمك أن تؤثر على تربية الأبناء بالسلب، فإذا استجاب الأبناء إلى محاولة الأب الذي يريد أن يضمهم إلى صفه، فقد يحاول الطرف الآخر نفس المحاولات، فيضطر أن يقدم نفس التنازلات، وفي هذه الحالة يفلت ميزان التربية في البيت وإذا كان أحد الطرفين حكيمًا أو مستوعبًا الخطر الذي قد يترتب على ذلك؛ فإنه سيحاول أن يسيطر على الوضع في البيت، ولكن الأبناء لن يحبوه أو على الأقل سيعارضونه بشدة فيما يريدون، وسوف يخالفونه أحيانًا دون أن يستطيع أن يتحكم فيهم، أما لو مارس معهم العقاب، فإن ذلك سيجر عليه كره الأبناء له، وتعاطفهم مع الطرف اللين معهم حتى لو كان ظالمًا، لأجل ذلك فإن بعض الآباء المختلفين مع زوجاتهم قد يدفع الزوجات أحيانًا إلى أن تعاقب الأبناء أثناء الخلاف بينهما بالذات ، وذلك حتى تتورط في مسألة التحكم في الأبناء بالقوة، ويبدو هو كطرف عادل أو محايد يحكم بينهما، وهذا السلوك أيضًا غير صحي

Aucun commentaire: