vendredi 17 octobre 2008

التبصير: الحقيقة؟




قراءة الطالع، التبصير، التنجيم، قراءة المستقبل... تعدّدت الاسماء والمعنى واحد، قراءة الأحداث المستقبليّة أو التعرّف بحياة الشخص الخاصّة. لقد زادت شعبيّة المنجّمين أو البصّارين في العالم هذه الأيّام. أمّا وسائل التبصير الأكثر استخداماً فهي الأبراج، وقراءة الارقام، وقراءة الاوراق، وقراءة الكفّ، والاستشارات النفسيّة، والبلّورة، والزهر، وقراءة الفنجان... هذه الممارسات زادت شعبيّة مع الوقت إذ بات الناس بحدّ ذاتهم أكثر فضولاً في ما يتعلّق بمستقبلهم وما يخبّئه لهم القدر. ويبدو أنّ الغجر هم أوّل من بدأ باستخدام التبصير منذ زمن وذلك من خلال قراءة الأوراق.وتستوجب قراءة الطالع وجود طرفين ألا وهما القارئ (وهو من يفسّر أو يترجم الأحداث التي يراها) وطالب المعرفة (وهو من يطلب التعرّف بخفايا المستقبل). والمواضيع التي يتطرّق إليها القارئ او المنجّم، غالباً ما تتمحور حول الحياة العاطفيّة والمادية للطالب والصحّة والمشاريع المستقبليّة والزواج والطلاق وفرص العمل وأشياء كثيرة اخرى. وقد يقوم المنجّمون أحياناً بإعطاء معلومات وتفاصيل عن شخصيّة أحدهم يطلب معرفتها عن نفسه أو عن شريكه. ولقد بيّنت الاحصاءات أنّ التبصير يستهوي النساء عادة أكثر من الرجال بحيث توضع الإعلانات الخاصّة بخدمات التبصير في المجلاّت النسائيّة.ويواجه التبصير في بعض الأحيان معارضات دينيّة إذ يؤمن بعض المتديّنين بأنّ التبصير محرّم في الكتب المقدّسة في حين يرى البعض الآخر أنّ التبصير قد يحدث تأثيراً على الإنسان بشكل يرغمه على تغيير تصرّفاته بطريقة تجعل التبصير يبدو وكأنّه تحقّق. ويعتبر آخرون أنّ التبصير وسيلة لهو وتسلية تساعد على التخفيف من حدّة التوتر عند النظر إلى المستقبل المجهول. فعندما يضطرّ أحدهم إلى اتّخاذ قرارغير أكيد، يساعده المنجّم هنا على التخفيف من القلق الذي يرافقه وهو يحاول تكهّن نتائج قراره. عادة ما يستخدم المنجّمون عبارات سطحيّة ولا ينجرّون وراء فلسفة الأمور. ومن هنا، لا يكون التكهّن بالضرورة صحيحاً إنّما يجعله الإنسان بتحليله له صحيحاً أو خاطئاً. وقد لا يتنبّه طالبو التبصير إلى أنّ معظم الصيغ التي يستخدمها المنجم تنطبق على كلّ الناس من دون استثناء. فعلى سبيل المثال، يقول المنجّم :"سوف تتلقّى قريباً اخباراً سارّة، وقد يكون ذلك اتّصالاً غير متوقّع أو مبلغاً من المال يصلك أو ببساطة أخباراً سارة قد تسمعها من شخص قريب." وهذه التنبؤات كما ترون تنطبق على معظم الناس. وتمنع بعض القوانين في بلدان عديدة التبصير، ويلجأ في هذه الحالات المنجّمون إلى تحديد أنفسهم كمستشارين روحيّين أو نفسيّين. ويُتّهم الشخص بالسحر والتنجيم عندما يتقاضى بطريقة مباشرة أو غير مباشرة مبلغاً من المال مقابل استعماله قوّة يدّعي التحلّي بها لمخاطبة الأرواح وفكّ السحر والمكتوب. إذاً، على كلّ شخص أن يستعمل ذكاءه عند زيارة المنجّم، إذ لا يقاضي القانون المنجّم الذي يقول إنّه يعمل في السحر للتسلية واللهو، ولا يساعد الشخص الذي يستمرّ في زيارة المنجمين حتّى وإن كان على علم بعمل هؤلاء ضدّ القانون

Aucun commentaire: